الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بطل تونسي في رياضة الكاراتيه يجاهد في ليبيا

نشر في  19 جوان 2014  (16:11)

لا يزال بارونات الحرب في سوريا وليبيا و حتى العراق يستقطبون عددا من شبابنا للزج بهم في اتون صراعات وحروب مترامية الاطراف و متداخلة المصالح. "داني. ب" شاب تونسي لم يغلق بعد سنته العشرين، كان يمنّي النفس بحصد اكثر ما يمكن من الالقاب الوطنية والقاربة في رياضة الكاراتيه (حائز على بطولة تونس في مناسبتين و على الميدالية البرونزية في بطولة العالم بقطر لسنة في دورتها الاخيرة )، فوجد نفسه يتنقل بين تركيا و سوريا وليبيا تتقاذفه تنظيمات ارهابية همها الوحيد نشر الموت اينما حلّت.

يقول منجي. ب والد الشاب المفقود منذ 28 افريل الفارط: لم يطرأ على ابني اي تغيير قبل رحيله من البيت بالشمال الغربي نحو تونس العاصمة، ابلغنا انه سيلتحق باحد زملائه هناك لمراجعة دروسه بحكم مزاولة تعليمه في السنة الاولى من التعليم الجامعي بالمعهد العالي للرياضة بقصر السعيد. منذ ذلك اليوم لم نعثر له على اثر".

بعد 5 ايام فقط بعث داني بارسالية قصيرة الى والده مطمئنا اياه على صحته و مبلغا اياه انه بتركيا، رسالة مقتضبة لم تفصح عن سبب تواجده بتركيا ، لكنها اوحت الى اهله بانه لم يلتحق بتركيا "بوابة الجهاد في الشام" للسياحة. سارعت العائلة بابلاغ السلطات الامنية بمدينة منوبة بتوجه ابنهم الى سوريا للاتحاق بالحرب الدائرة هناك. شفعتها عريضة موجهة الى وزير الداخلية لطفي جدو لحثّ وزارته على التحرك لوقف نزيف تسفير ابنائهم الى سوريا.

بما انّ الهاتف المحمول هو وسيلة التواصل الوحيدة التي ظلت بيد العائلة فقد تتالت مكالمات كافة افرادها على هاتف داني المغلق، الى ان رد عليهم بعد اسبوع فقط ذاكرا لهم في بادئ الامر انه في تركيا وواعدا اياهم بعودته الى تونس خلال ايام فقط. ثم اتصل بشقيقة التوأم بعد فترة قصيرة لينبئه انه تنقل الى ليبيا . ومنذ ذلك الحين انقطعت اخباره.

لم يبق لعائلته سوى التردد على وزارة الخارجية بين الفينة والاخرى طلبا لتدخل الدبلوماسية التونسية او التنسيق مع جمعية انقاذ التونسيين العالقين بالخارج بحثا عن سند مفترض لدى منظمات المجتمع المدني او اللجوء الى الاحتجاج في الشارع او  امام وزارتي الداخلية والخارجية. بل صار احساس شقيقه التوأم بانه على قيد الحياة هو المحرار الذي تعيش وفقه عائلته.

من جهة اخرى افاد الوالد منجي.ب ان ابنه ليس الرياضي الوحيد الذي سافر الى سوريا بل ان هناك ما يقارب 25 من طلبة المعهد العالي للرياضة بقصر السعيد قد تم التحقوا بسوريا, من بينهم 18 شخصا من افضل الرياضيين. معلومة اردنا التأكد منها لدى مدير المعهد نزار السويسي الا انه تعذر علينا الاتصال به رغم محاولاتنا المتكررة.

محمد الجلالي